أكثر من غيره. فقد ثبت أن الجسم لا يستفيد من المواد الزلالية في الطعام إلا بقدر ما يستهلكه وان الكمية الزائدة عن ذلك إنما تتحلل وتتحول إلى مواد احتراقية مثل الشحم والسكر. ولذلك ليس صحيحا أن نتمسك اليوم بالفكرة القديمة التي تفضل المواد الغذائية الحيوانية مثل اللحم والبيض والحليب على غيرها وتقصير عليها لاحتوائها على مقدار كبير من الزلال.
وإذا اكتفينا بكمية صغيرة من الزلال فيجب أن تكون من الأنواع الجيدة التي لها قيمة حيوية لان التجارب المتعددة قد اثبت أن الزلال الموجود في الأغذية المختلفة لا تتساوي قيمة وفائدته للجسم بل إن هنالك أنواعا أكثر قيمة وفائدة ينبغي تفضيلها على غيرها في تغذية الأطفال بعد دور الرضاعة لتأمين نموها الطبيعي.
وهنا يأتي الحليب في المقدمة وكذلك اللحم والبيض يحتوي على مواد زلالية مفيدة.
ولكن ليس معنى ذلك إنها متساوية أو متشابهة في قيمتها الغذائية ويمكن الاستغناء عن الآخر. ومثلها المواد الغذائية القريبة من الزلال التي تشتمل عليها النباتات فإنها يختلف بعضها عن بعض في فائدته لتغذية الجسم.
على إن أهمية الأغذية النباتية إنما ترجع في الدرجة الأولى إلى احتوائها على كمية كبيرة من المواد الإضافية الضرورية للأفعال الحيوية في الجسم. وبينما كنا قبلا لا نعتني بالأغذية النباتية لكثرة الماء وقلة الزلال والشحم فيها أصبحنا اليوم نقدر قيمة الأغذية النباتية حق قدرها لما ظهر من أهميتها لاشتملها على كمية عظيمة من المواد الإضافية الضرورية مثل أنواع الفيتامين والأملاح المعدنية.
وقد عرفنا إن تناول مقادير كافيه من مختلف الأغذية النباتية مثل (البندورة) والفجل واللفت و (الملفوف) والكرنب وأنواع الحبوب والفواكه بما فيها الليمون والبرتقان، مما يتوقف عليه نمو الجسم وحصول المناعة فيه ضد كثير من الأمراض.
والرأي الذي اجمع عليه العلماء اليوم يقول بضرورة تنويع الغذاء وعدم الاقتصار على أنواع قليلة منه. فان كلا من الحبوب والخضر والفواكه وكذلك اللحوم والبيض والحليب يحتوي على عناصر ضرورية للجسم لا توجد في غيره أو لا توجد فيه بمقدار كاف. .