يقولون لي ماذا رأيت بشامهم ... فقلت لهم كل المكارم والفضل
فبلدتهم خير البلاد وأهلها ... بإحسانهم تغنى الغريب عن الأهل
٨ - هذا بلاغ للناس
سئل علي بن عيسى الرماني فقيل له: لكل كتاب ترجمة، فما ترجمة كتاب الله؟
فقال: هذا بلاغ للناس ولينذروا به
٩ - نزلنا عن الاكوار نمشي كرامة
قال يونس بن محمد المفتي: أخبرنا أبو عبد الله بن منظور قال: لما سرنا إلى الزيارة وانتهينا إلى باب الخشبة - وهو الباب الذي يفضي إلى القبر - نزل رجل عن راحلته وانشد:
نزلنا عن الاكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركبا
فلما سمعه الناس نزلوا عن رواحلهم، ومشوا إلى القبر
وتمثل هذا الرجل بهذا البيت أحسن من مدح أبي الطيب المتنبي من مدح به، وقال فيه.
١٠ - صدقت
قال أبو الفوارس بن إسرائيل الدمشقي: كنت يوما عند السلطان صلاح الدين بن أيوب فحضر رسول صاحب المدينة ومعه قود وهدايا. فلما جلس اخرج من كمه مروحة بيضاء عليها سطران بالسعف الأحمر وقال: الشريف يخدم مولانا السلطان ويقول: هذه المروحة ما رأى السلطان ولا احد من بني أيوب مثلها
فاستشاط السلطان صلاح الدين غضبا. فقال الرسول: يا مولانا السلطان، لا تعجل قبل تأملها. وكان السلطان صلاح الدين ملكا حليما فتأملها، فإذا عليها مكتوب:
أنا من نخلة تجاور قبرا ... ساد من فيه سائر (الخلق) طرا
شملتني عناية القبر حتى ... صرت في راحة ابن أيوب أقرا
فإذا هي من خوص النخل الذي في مسجد الرسول. فقلبها السلطان صلاح الدين، ووضعها على رأسه، وقال لرسول صاحب المدنية النبوية صدقت فيما قلت من تعظيم هذه المروحة!!!
١١ - عيب