للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالجوار أو كان من الأنبياء والصحابة والصلعاء الذين لهم في الطريق آثار اقتضى المرور على ذكرهم وشيخاً المشار إليه جاوز شرط البخاري ولم يقف ما شرط مسلم من اشتراط المعاصرة دون اللقاء ما معناه: إنّ فأتني الاجتماع بهم في الأندية والرحاب فلا يفوتني أن اجتماع أنا وإياهم في كتاب، وقال أن سماع الأوصاف إحدى الرؤيتين، وإنه يكتفي بالأثر لفوات العين. . .

ولأصحاب الرحلة شعر رقيق منه ما قاله حينما نزل بمنزل يسمى القاع في طريقه

إلى دمشق:

بالله عزب هواً بالقاع قابلنا ... آثار كامل لوعاتي وأشجاني

فقلت ريح دمشق فاح من كثب ... يا عين قوي فهذا وصلها دان

وحينما بلغ أبواب دمشق قال: واستبشرنا برؤية أعلام دمشق، وانتشقنا من عرفها العقب أطيب نشق، فلم نزل نسير والشوق يتجدد والتوق يتأكد فمررنا بمحل يقال له القبة، به قبة حسنة الأوضاع، عجيبة الإبداع حتى انتهينا إلى محل يقال له باب الله (بوابة دمشق) فوجدناه مفتوحاً وقد ثبت أن الشام جنة فتذكرت قوله تعالى: حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها، فقلت قاصد الكريم يدخل من بابه ويتعلق بمعظم أسبابه، فدخلناها فرحين مستبشرين ولسان الحال يقول: طبتم فادخلوها بسلام آمنين. وفي أثناء مرورنا نمر وأهل الشام قد انتشروا بالطريق جناحين، فكم أوقفوا من لحظ وكم أقروا من عين، فبعد الدخول من سورها، والنظر إلى ولدانها وحورها، فإذا مرأى يدهش الأبصار ويستوقف الأنظار، ويحار فيه الواصف ويضحى وجواد قلمه في ميدان (يشير لحي الميدان) الطرص واقف، إلى أن يقول في أهلها: وبالجملة فأهلها ينسون الغريب أهله، ويخصبون بلطافة أخلاقهم محله، فلقد قابلنا أجلائها وأعيانها بالتكري والتعظيم وعاملونا بما طبعوا عليه من شريف الخيم معاملة الصديق الحميم، فشكر الله له الأحسن إبقاءهم ما اختلف الملوان، فمن تشرفنا بمرآه من أعيانها وتيمنا باجتلاء محياه من عظماء سكانها - وهنا نذكر للتاريخ من اجتمع بهم في دمشق تباعاً مع حذف عبارات المدح والتعظيم -: السيد محمد الحسيني الحنفي (من آل حمزة) نقيب السادة الأشراف ونجله السيد عبد الرحمن، وكلاهما شاعر ساجل صاحب الرحلة في أبيات المدح، ومنهم مولانا أفندي المفتي بالشام الشريف فلقد سمعنا له بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>