بشيء من ملذات الحياة ويقتصر نصيبهم على قليل من السل إنني لا أفتأ بوجود عدالة سماوية.
القائد الأعلى (وقد تزعزع موقفه): - يا شويك، كيف تخاطبني؟
شوايك: - كإنسان بسيط.
القائد الأعلى: - لو كنت في مكاني، أتراك تدير العالم أحسن مني؟ ماذا كنت تعمل ياشوايك؟.
(استراحة. رعد.)
شوايك: - إن ذلك بسيط جداً، أيها القائد الأعلى.
وقد تذكرت الآن قصة الحداد (دوبراقا) الذي سعى لانتخابه رئيساً للبلدية في (بوموستى) ثم لم يعرف ماذا يعمل وأخذ الموظفون من سكان المدينة وكاد الرجل يفقد عقله وأخذ يشعر بأن العجلات في دماغه تدور كأنها محركات طيارة فإنه طلب مشورتي ونصيحتي وسألني ماذا كنت أفعل لو كنت في مكانه؟ لقد أجبته قائلاً: إنني لو كنت مكانك لما زاحمت أحداً على الوصول إلى هذه الوظيفة.
ماريك:= (بإعجاب)، نعم، هكذا هو الأمر. إنني لا أعترف بالعدالة السماوية بل أنكر السماء كلها وأنكر نظام العالم. وأنكر كل شيء.
شوايك: - هذا ما يليق بك يا حمار! لماذا النكران؟ إنه لا يسبب لنا إلا وجع الرأس ومشاكل كثيرة. إن النظام لا بد منه ولا أرى ما يمنعني من السعي لأتمتع في السماء بالراحة كما فعل القائد نفسه. فإذا تم كل شيء حسب المراد فيها. وإذا فسد كل شيء فإنه يقول في نفسه: ماذا يهمني أمركم؟
القائد الأعلى) وقد صغر مظهره) إن ماريك رجل ملحد ولكنه شريف وصالح. يسمح له بالبقاء هنا. أما شوايك فيجب أن يخرج. أرجعوه إلى الأرض يجب أن يظل حياً، يعيش إلى الأبد ولا يسمح له بالدخول إلي فإنه ربما يفسد علي نظام السماء أيضاً.