والأسكندريه القاهرة فيخيل إليه أنه في بلاد، لأن أسماء الطرق والإعلانات كلها مكتوبة بالغتين العربية والفرنسية. أنا عالم أن المصريين لا يحبون لغتنا إلا لأنهم يبغضون الدولة الحامية. ولكن فرنسا على كل حال تشغل في مصر المركز الأول من حيث التأثير المعنوي.
ثم ذكر الكاتب ضرورة إسعاف المؤسسات الطبية الموجودة في مصر وقال إن في الإسكندرية مستشفى لموسوليني يضاهي أعظم مستشفيات أوربا بتنظيمه وأنه لا يوجد بين المؤسسات الأفرنسية والمصرية ما يعادله. ثم بحث الكاتب في حالة الطب الأفرنسي في طهران وأصفهان من بلاد فارس وانتقل إلى الكلام عن سوريا ولبنان فقال: الطب الأفرنسي يدرس في لبنان في كلية يديرها الجزويت في بيروت. وهي تمنح تلاميذها شهادة الدكتوراه وكثيرون من خريجيها يمارسون الطب وفقاً لمبادئ التعليم الفرنسي. إلا أن لهذه الكلية مزاحماً قوياً في كلية الطب الأميركية لأن هذه الكلية أحسن مورداً وأقوى مادة رغم أنها لم تحصل بعد على المنزلة التي حصلت عليها كلية الجزويت. وقد أسست فرنسا في دمشق جامعة عربية لأنها تريد أن تعيد لهذه المدينة شهريها القديمة يوم كانت مركزاً عظيماً للثقافية في الإسلام. ولكن يظهر أن سكان دمشق لا يريدون الاعتراف لنا بهذا الجميل. عندما زرت دمشق كانت كلية الحقوق متوقدة حنقاً علينا أما كلية الطب التي يدرس فيها أربعة أطباء فرنسيين فقد كانت أقرب متناولا وأحسن استعداد وهذا ما يدعو إلى شكر تلاميذها وأساتذتها. وقد ذكر لي أحدهم أن طائفة من التلاميذ جاؤوا يوم الثورة أثناء تدمير المدينة إلى بيت أحد أساتذتهم الأفرنسيين وقالوا لزوجته أنه لا خطر على زوجها وأنهم يحمونه من كل أذى اعترافا بفضله وعلمه. مما لا شك فيه أن تأسيس جامعة عربية تلقى فيها الدروس وتؤلف الكتب باللغة العربية دليل واضح على ما في الروح الفرنسية من حب الحرية. وسيكون لتأسيس هذه الجامعة العربية تأثير بعيد.