بدمشق، لهم وجاهة ومنعة. فندب المتوكل لإمرة دمشق أفريدون التركي، وسيره إليها. وكان شجاعاً فانكا ظالماً. فقدم في سبعة آلاف فارس وأباح له المتوكل القتل بدمشق والنهب ثلاث ساعات فنزل أفريدون ببيت لهيا. وأراد أن يصبح البلد. فلما أصبح طلب الركوب فقدمت له بغلة فضربته بالزوج فقتلته فدفن مكانه ورد الجيش الذين كانوا معه خائفين.
وبلغ المتوكل فصلحت نيته لأهل دمشق.
٧٥ - فاستفدت التاريخ
قال الفقيه المقري: أنشدت يوماً الإبلي قول ابن الرومي:
أفنى وأعمى ذا الطبيب بطبه ... وبكحله الأموات والأحياء
فإذا مررت رأيت من عميانه ... أمماً على أمواته قراء
فاستعادني حتى عجبت منه، مع ما أعرف من عدم ميله إلى الشعر وانفعاله، وظننت أنه أعجب بما تضمنه البيت الأول من غريب اللف والنشر المكرر الذي لا أعرف له ثانياً فيه. فقال أظننت أني استحسنت الشعر؟
فقلت: مثلك يستحسن هذا الشعر؟
فقال: تعرفت منه كون العميان كانوا في ذلك الزمان يقرؤن على المقابر فإني كنت أرى ذلك حديث العهد فاستفدت التاريخ.
٧٦ - فأما البخاري وكافر فما سمعناه
قال عبد الحي بن العماد الحنبلي: كان عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الكيلاني عارفاً بالمنطق والفلسفة وغير ذلك من العلوم الردية وبسبب ذلك نسب إلى عقيدة الأوائل.
رأى عليه والده يوماً - وكان كثير المجون والمداعبة - ثوباً بخارياً فقال: والله هذا عجب، مازلنا نسمع (البخاري ومسلم) فأما البخاري وكافر فما سمعناه. .