وكان رئيسهم يرفع في كل صباح عصيته قبل الابتداء بالعمل فيخيم السكون المطلق. ثم يفكرون ويتأملون ويصلون جميعاً ويبتهلون للإله أن يساعدهم على نفع الناس وإبداع الجمال عل وجه الأرض.
ثم ينقسمون بعد انتهاء الصلاة فرقتين وينشدون قائلين:
ماذا تنسجون؟
ننسج السماء بالنجوم
ماذا تنسجون؟
ننسج الأرض بالأزهار
ماذا تنسجون؟
ننسج البحر بالأسماك والسفين
وكان كل واحد من المبتدئين يدخل خيط الصوف بحركات متسقة، وكان معلمهم يجلس بينهم فينظم نبراتهم ويزن نقراتهم ويقود بعصيته التي تشبه عصية رئيس الجوق الموسيقي حركة خيطان الصوف. وكان العمال ينسجون بأناشيدهم خيوط الصوف الحمراء والصفراء والزرقاء ويولدون بعملهم هذا أنغاماً متسقة من الأصوات والألوان.
ثم أنهم يتابعون عملهم كل يوم في الصلاة والإنشاد فإذا انقضى عليهم ثلاثة أسابيع أنهوا صنع الشال فيأخذه كل عامل بيده وينظر إليه بإعجاب.
إن هذا الشال هو عمل الجميع، أنهم يحبونه كما يحبون الأحياء. ليس لحبهم ثمن لأن كلاًّ منهم قد وضع فيه شيئاً من نفسه. أنهم معجبون به. كل عامل يضع يده عليه بلطف وبود أن يبقى إلى جانبه فيقول لهم سيدهم: