وخرج لقتال ابن صاحب الباز إلى جهة أنطاكية توجه إليه معجل نجدة له وآل الأمر إلى أن انكسر نعير وجيء به إلى حكم فلما رآه قال لابنه انزل فقبل يد أبيك فجاء ليفعل فأعرض عنه أبوه ثم أن حكم رسم عليه ولم يزل يقاتل ويحارب إلى أن قتل سنة ٨١٦ وحمل رأسه فعلق على باب قلعة حلب وسنه ثلاثون سنة. الخ. . .
ثم سكتت التواريخ عن بيان خلف معجل بن نعير المذكور في الإمرة وعن وقائع هؤلاء الأعراب إلى سنة ٨٨٥ قال ابن إياس فيها: وقعت في هذه السنة فتنة كبيرة في أنحاء حماة قام بها سيف أمير آل فضل الذي خرج عن الطاعة فحاربه ازدمر نائب حماة فقتل في المعركة وقتل معه جماعة من أمراء حماة. فعين السلطان قايتباي الأمير يشبك الدوادار ومعه عدد وافر من الجند لقتال سيف ففر سيف وتوجه إلى أنحاء الرها وكانت هذه لأحد نواب حسن الطويل ملك بغداد فحاصر يشبك الرها ولكنه كسر كسرة شنيعة وأسر ثم قتل. وفي سنة ٨٨٧ جاءت الأخبار بقتل سيف قتلة ابن عمه غسان في بعض بلاد العراق.
أما أخبار الأمير نعير بن جبار ومساويه فهي (خطط الشام ج٢ ص١٥٨ عن مصادر مختلفة) الفتنة التي وقعت بينه وبين ابن عثمان بن قارا سنة ٧٨٥ وانكساره ونهب ثلاثين ألف بعير له، ثم (ص١٦٩) اشتراكه سنة ٧٩٤ بالفتنة التي أحدثها منطاش نائب حلب الثائر ودخوله معه بمحاصرة حلب وحماة ونهبها تم مجيء جند حلب وفتكه بنعير وأهله حتى اضطر لتسليم منطاش، ومنها (ص١٨٦ وقد لقبه هنا بأمير عرب آل فضل) اقتتاله مع عصاة التركمان وظفره بهم وتطاوله على أعمال حلب، وخروجه سنة ٨٠٨ (ص١٨٧ وقد سماه هنا نعير بن مهنا الحياري البدوي) على أعمال دمشق وظفره بجندها وإفساده في ضواحيها إلى أن ظفر به حكم نائب حلب وقتله سنة ٨٠٨ وأرسل رأسه إلى القاهرة. وقد ناف على السبعين وبموته انكسرت شوكة آل مهنا، قالوا ثم انتقلت الإمارة إلى ابنه معجل وهذا سار على سنة أبيه في الفساد نازل سنة ٨١٠ حماة وحاصرها إلى أن أوقع به نائب دمشق وكسره (ص١٩١) ثم لما حوصر نوروز في حماة اشترك معجل في الحصار والقتال ضده، ولم يزل يحارب يقاتل إلى أن قتل سنة ٨١٦ وحمل رأسه وعلق على باب قلعة حلب.
ثم سكتت الخطط عن بيان من خلف معجل بن نعير بن جبار في الإمارة وعن وقائع