للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضدين، وكون الجسم في مكانين، ونقصان الواحد عن الاثنين، والعلم بموجب العادات، فإذا أخبره مخبر بأن الفرات تجري دراهم راضية (١) لا يجوز صدقه ومن أخبره بنبات شجرة لين يديه، وحمل ثمرة وإدراكها من ساعته لا ينتظر ذلك ليأكل منها، وإذا أخبر بأن الأرض تنشق ويخرج منها فارس بسلاح يقتله لا يهرب فزعًا من ذلك.

فإذا حصل له العلم بذلك كان عاقلًا ولزمه التكليف.

وقال أبو الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي (٢) في "كتاب العقل": العقل ليس بجسم، ولا صورة ولا جوهر، وإنما هو نور، فهو كالعلم (٣).


= انظر: العدة لأبي يعلى (١/ ٨٣)، والتمهيد لأبي الخطاب (١/ ٤٥)، والواضح لابن عقيل (١/ ق ٥ ب) وتحرير المنقول (١/ ٧٩).
(١) راضية: أي مرضية ومنه قوله تعالى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١)} [الحاقة: ٢١]. انظر: الصحاح للجوهري (٦/ ٢٣٥٧).
(٢) هو عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث التميمي الحنبلي (أبو الحسن) ولد سنة (٣١٧)، وكان من أكابر علماء الحنابلة فقيهًا أصوليًا فرضيًا إلا أنه متهم بالوضع، قال الذهبي: "وضع حديثًا أو حديثين في مسند أحمد" وله مصنفات في الفقه والأصول وغيرها، وتوفي سنة (٣٧١ هـ).
انظر: ترجمته في المغني في الضعفاء للذهبي (٢/ ٣٩٦ - ٣٩٧)، ميزان الاعتدال له أيضًا (١/ ٦٢٤ - ٦٢٦)، تنزيه الشريعة لابن عراق (١/ ٨٠) طبقات الحنابلة (٢/ ١٣٩).
(٣) ونسبه المرداوي إلى ابن حمدان.
انظر: تحرير المنقول (١/ ٨٠).