كتاب شرح مختصر أصول الفقه للجراعي

[من بداية الخبر إلى نهاية الخاص] - [العام والخاص] - ج: 2 - ص: 431

(على اليد ما أخذت حتى تؤديه) (١)، فهذه إشارة إلى ما لا يعقل من المال والرزق.

ومنها: "من" و"ما" في الاستفهام. مثال الأولى: "من في الدار؟ " ومثال الثانية: "ما عندك وما معك؟ ".

وعلى ما حكاه في الواضح (٢) عن آخرين أن "ما" لمن يعقل، ولمن لا يعقل، في الخبر، والاستفهام، فمن الخبر لمن يعقل: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ} (٣) والاستفهام لمن يعقل إذا قلت: "ما معك؟ ومرادك من معك؟ " ومثال "أين": {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} (٤) {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (٥) {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٦) ومثال "حيث": {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (٧) ومثال "متى" (٨): قول الشاعر (٩):

---

(١) أخرجه أبو داود في كتاب البيوع، باب تضمين العور برقم: (٣٥٦١).
والترمذي في كتاب البيوع، باب ما جاء في أن العارية مؤداة برقم: (١٢٦٦)، وقال: حسن صحيح.
(٢) انظر: الواضح (١/ ١١٢).
(٣) آية (٤٩) من سورة النمل.
(٤) آية (٧٨) من سورة النساء.
(٥) آية (١١٥) من سورة البقرة.
(٦) آية (٤) من سورة الحديد.
(٧) آية (١٤٤) من سورة البقرة.
(٨) يشترط في "أين" و"متى" أن يكونا للمبهم أي: للزمان المبهم كما مثل الشارح، فلا يقال: متى طلعت الشمس؟
انظر: شرح الكوكب (٣/ ١٢١).
(٩) القائل الحطيئة. انظر: ديوانه ص (٢٥).