للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأطرش (١) والأكمه ليسوا بعقلاء، لأنهم لا يعلمون المشاهدات والسموعات والمدركات التي تعلم باضطرار لا باستدلال.

ولا يجوز أيضًا أن يكون (٢) هو العلم بحسن حسن، وقبح قبيح ووجوب واجب وتحريم محرم، لأن هذه الأحكام كلها معلومة من جهة السمع دون قضية العقل.

فوجب أن يكون "بعض العلوم الضرورية وهو ما ذكرناه أولًا" انتهى كلام القاضي (٣).

ومما يقوي أن العقل (٤) غريزة: وجوده في النائم واليقظان الذي لا يستحضر شيئًا من وجوب الواجبات واستحالة المستحيلات، وفقد العلم فيهما.

وأيضًا: فإن العقل إذا فسد تسبب الأطباء إلى إصلاحه بالعلاج ووجه الدلالة من وجهين:

أحدها: أن موضوع علم الطب إنما هو الأجسام الطبيعية وما اشتملت عليه من الطبيعات، والعلوم ليست منها.


(١) في العدة (الخرس والطرش).
(٢) في العدة (ولا يجوز أن يكون العلم بحسن حسن وقبح قبيح ووجوب واجب وتحريم من جملة العلوم التي هي عقل لأن. . .) إلخ.
(٣) العدة لأبي يعلى (١/ ٨٦ - ٨٨).
(٤) وقال بذلك الحارث بن أسد المحاسبي واستحسنه الجويني في البرهان.
انظر: كتاب مائية العقل للحارث المحاسبي ص (٢٠٥) وما بعدها، البرهان للجويني (١/ ١١٢ - ١١٣)، البحر المحيط للزركشي (١/ ق ٢٦ ب) وذم الهوى لابن الجوزي ص (٥).