للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: إن فساد العلوم إنما هو بنسيانها وذهابها عن القوة الحافظة بحيث يتعذر على العالم استحضارها، والأطباء لا سلطان لهم على تذكير علم منسي أورد علم ذاهب، وإنما سلطانهم على القوى والغرائز بالتسبب إلى صلاحها إذا فسدت، فدل على أن العقل غريزة لازم للعلم لا نفس العلم بل لازم له (١).

وقال ابن الجوزي (٢) في منهاج القاصدين (٣) ومعناه في المسودة (٤): اختلف الناس في حد العقل وحقيقته، وذهل


(١) انظر: مائية العقل للحارث المحاسبي ص (٢٠١) وما بعدها.
(٢) هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القرشي التميمي البكري الحنبلي وأبو الفرج، جمال الدين، والمعروف بـ "ابن الجوزي" وينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ولد سنة (٥٠٨ هـ) وكان إمام وقته وشيخ عصره له التصانيف الكثيرة في التفسير والحديث والفقه والزهد والوعظ والتاريخ والطب وغيرها، ومن كتبه: "منهاج الوصول إلى علم الأصول" "الأذكياء"، "المغني في علوم القرآن"، "المنتظم في تاريخ الأمم"، وتوفي سنة (٥٩٧ هـ).
انظر ترجمته: في الذيل على طبقات الحنابلة (١/ ٣٩٩ - ٤٣٣)، وشذرات الذهب (٤/ ٣٢٩ - ٣٣١)، الفتح المبين (٢/ ٤٠ - ٤٢)، ومعجم المؤلفين (٥/ ١٥٧ - ٢٥٨).
(٣) كتاب منهاج القاصدين ومفيد الطالبين لخص فيه ابن الجوزي إحياء علوم الدين للغزالي، واختصر المنهاج أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي (ت ٧٤٢ هـ) والمختصر مطبوع متداول.
انظر: مؤلفات ابن الجوزي لعبد الحميد العلوجي ص (١٨٨ - ١٨٩).
(٤) انظر: المسودة ص (٥٨٢)، ومعيار العلم للغزالي ص (٢٠٧) وما بعدها المستصغي له (١/ ٢٣).