للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبو الخطاب وابن عقيل (١).

قال أبو الحسن التميمي: الذي نقول به أن العقل في القلب يعلو نوره إلى الدماغ، فيفيض (منه) (٢) إلى الحواس ما جرى في العقل.

وكونه في الدماغ رجحه الطوفي (٣) وذكره القاضي نص أحمد من رواية الفضل (٤) بن زياد وقد سأله رجل عن العقل أين منتهاه من البدن؟ فقال سمعت أحمد بن حنبل يقول: العقل في الرأس أما سمعت إلى قوله وافر الدماغ والعقل (٥).

احتج من قال إنه في الدماغ بوجوه:

أحدها: أن العقل إذا فسد أو عرضت له آفة بادر الحكماء إلى علاج الدماغ دون القلب، وإنما يوضع الدواء لمقتضى الحكمة في موضع الداء فدل على أن العقل في الرأس.

واعترض على هذا بما لا حاصل له، وهو: أن الصدر


(١) انظر: العدة (١/ ٨٩) والتمهيد لأبي الخطاب (١/ ٤٨)، والواضح (١/ ق ٧).
(٢) ما بين المعكوفين غير موجودة في الأصل وهي ثابتة في المسودة ص (٥٥٩) والمقام يقتضيها.
(٣) انظر: شرح مختصر الروضة له (١/ ٥٠ ب).
(٤) هو: أبو العباس الفضل بن زياد القطان البغدادي من أصحاب الإمام أحمد وكان الإمام أحمد يعرف قدره ويكرمه ويصلي خلفه. . ولم أقف على تاريخ وفاته.
له ترجمة في طبقات الحنابلة (١/ ٢٥١ - ٢٥٣).
(٥) انظر: التمهيد لأبي الخطاب (١/ ٥٩).