للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التمهيد: "قيل: مجمل فيهما وقال قوم: لا" (١).

وجه الأول: أنَّ "اليد" إلى المنكب حقيقة، وما دونه بعض اليد، ولهذا لما نزلت آية التيمم (٢) تيمَّمت الصحابة معه - صلى الله عليه وسلم - إلى المناكب (٣)، و"القطع" حقيقة في إبانة المتصل، وأيضًا: لو كان مشتركًا في الكوع والمرفق والمنكب لزم الإجمال (٤)، والمجاز أولى منه على ما سبق (٥).

قالوا: "اليد" للثَّلاث (٦)، و"القطع" للإبانة والجرح، والأصل عدم مرجح.


(١) التمهيد لأبي الخطاب (٢/ ٢٣٦).
(٢) قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} [المائدة: ٦]. وانظر: صحيح البخاري مع فتح الباري (٧/ ١٠٠) كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} برقم (٤٥٨٣).
(٣) حديث عمار في التيمم - حتى قال (فقام المسلمون مع رسول الله فضربوا بأيديهم الأرض، ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئًا، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط).
أخرجه أبو داود في الطهارة (١/ ٨٦) كتاب الطهارة، باب التيمم برقم (٣١٨).
والنسائي (١/ ١٦٧) كتاب الطهارة، باب التيمم في السفر برقم (١٩٦). وابن ماجة (١/ ١٨٧) كتاب الطهارة، باب ما جاء في سبب التيمم (٥٦٥). والحديث صححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود للألباني (١/ ٦٤).
(٤) أي: أن اليد ظاهر في الكل والقطع ظاهر في الإبانة، ولا إجمال مع الظهور. انظر: بيان المختصر للأصفهاني (٢/ ٣٧٦).
(٥) انظر: شرح مختصر أصول الفقه للجراعي، القسم الأول ص (١٨١).
(٦) أي: تطلق على الكوع والمرفق والمنكب.