للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحل عقوبته وعرضه (١)، وفي الثاني: مثله.

وقيل له في الثالث المراد: هجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: لو كان كذلك لم يكن لذكر الامتلاء معنى، لأن قليله كذلك (٢). وإن كانت الصفة غير مقصودة فلا مفهوم لها كقوله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (٢٣٦)} (٣) فإنه أراد نفي الحرج عن من طلَّق قبل المِساس وإلحاق المتعة فصار كأنه مذكور ابتداءً (٤).

قوله: ثم مفهومه عند القائلين به: لا زكاة في معلوفة الغنم لتعلق الحكم بالسوم والغنم، فَهُما العلة، ولنا: وجهٌ اختاره ابن


= وغريب الحديث، وكلاهما مطبوع. انظر: طبقات الحنابلة لأبي يعلى (١/ ٥٥)، وبغية الوعاة (٢/ ٢٥٣)، إنباه الرواة (٣/ ٦٢).
(١) انظر: غريب الحديث للقاسم بن سلّام (١/ ٣٠١).
(٢) المصنف نقل هذه العبارة بالواسطة من فتح الباري لابن حجر (١٠/ ٥٤٩)، والعبارة من غريب الحديث للقاسم بن سلَّام: "والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول، لأن الذي هُجي به النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كان شطر بيتٍ لكان كفرًا، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه أنه قد رخص في القليل منه، ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه من أي الشعر كان" اهـ. انظر: غريب الحديث للقاسم بن سلام (١/ ٣٢، ٣٧)، (٢/ ١٧٤).
(٣) سورة البقرة: ٢٣٦.
(٤) انظر: المسودة لآل تيمية ص (٣٦٣)، أصول ابن مفلح (٣/ ١٠٧١)، التحبير للمرداوي (٣/ ١٢٤٠).