للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يكون، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يعلم السر وأخفى.

فإن البداء (١) عبارة عن: ظهور الشيء بعد خفائه، وكفرت الرافضة (٢) بقولهم: إنه يجوز على الله البداء (٣) -تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا- ومن افترائهم [حكايتهم] (٤) عن


(١) البداء في اللغة: من بدا يبدو، بُدُوًّا، وبداءً، وبداءةً. أي: ظهر، وبادي الرأي: ظاهره، وبدا له في الأمر بدوًا وبداء وبداة: نشأ له فيه رأي بعد أن لم يكن. انظر: الصحاح للجوهري (٦/ ٢١٧٨)، الإيضاح لمكي بن أبي طالب (٩٨). واصطلاحًا: إرادة الشيء دائمًا، ثم الانتقال عن الدوام لأمر حادث من غير علم سابق، انظر: التعريفات للجرجاني ص (٤٣)، وهذا مما لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، واعتبره العلماء من أصول الشيعة الرافضة. انظر معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد ص (١٧٦).
(٢) الرافضة: من الفرق الإسلامية، وسموا بذلك لرفضهم تقديم أبي بكر للإمامة، وتسمى الشيعة، لاعتقادهم بأحقية آل البيت بالإمامة، على باقي الصحابة، بما فيهم الشيخان، والإمامة عندهم من أركان الدين، ويدعون العصمة لأئمتهم، وهم فرق كثيرة تقترب وتبتعد عن الحق باختلاف عقائدهم، ومن أبرزها الإمامية الاثنا عشرية، والزيدية، والإسماعيليَّة.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٦٩)، الموسوعة الميسرة للأديان (٢/ ١٠٦٩).
(٣) انظر: الأصول من الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني (١/ ١٤٦)، وبحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي (٤/ ٩٢ - ١٢٩)، قال ابن عقيل في الواضح لابن عقيل (٤/ ١٩٨) -بعد أن ساق هذه الرواية-: "وهذا تجاسر عظيم، وتهجم على الله بما لا يليق به سبحانه، والظاهر عندي أنهم في ذلك كاذبون على علي، وموسى بن جعفر".
(٤) العبارة ما بين المعقوفتين جاءت في المخطوط "حكايته" والمثبت هو الصحيح الذي يستقيم به المعنى وهو الموجود في التحبير للمرداوي (٦/ ٢٩٨٦)، =