للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنه إما واحد أو كثير، وعلى التقديرين فمعناه إما واحد أو كثير، فالأول: وهو أن يكون اللفظ واحدًا ومعناه واحدًا، فإن اشترك في مفهومه كثيرون فهو كلي، فإن تفاوتت الأفراد في مدلوله بأولية وعدمها أو شدة وضعف أو تقدم وتأخر كالوجود المشترك (١) معناه - وهو الثبوت في الأعيان في كثيرين لكنه متفاوت لأنه في الخالق أولى وأقدم منه في المخلوق - فمشكك لشك الناظر فيه هل هو من المتواطئ أو المشترك وهل هو مع تفاوته حقيقة فيهما كما قاله أصحابنا وغيرهم وذكره الآمدي إجماعًا (٢)، أو حقيقة في الخالق مجاز في المخلوق كما ذكره أصحابنا في كتب الفقه، وقاله الناشئ (٣) المعتزلي، أو عكسه كما قال جهم (٤) ومن تبعه


= ومختصر ابن الحاجب بشرح العضد (١/ ١٢٦)، والمحصول للرازي (١/ ١/ ٣١١) وما بعدها، وضوابط المعرفة للميداني ص (٣٠٠).
(١) قال الجرجاني: المشكك: هو الكلي الذي لم يتساو صدقه على أفراده، بل كان حصوله في بعضها أولى أو أقدم أو أشد من البعض الآخر. أ. هـ. التعريفات ص (٢١٦).
(٢) انظر: الأحكام للآمدي (١/ ١٦ - ١٧).
(٣) هو عبد الله بن محمد الأنباري الناشء (أبو العباس) والمعروف بـ "ابن شرشر" المعتزلي الشاعر المتكلم، وله مصنفات في نقض المنطق وتوفي سنة (٣٠٣ هـ).
انظر ترجمته: في شذرات الذهب (٢/ ٢١٤ - ٢١٥)، ومعجم المؤلفين (٦/ ١١).
(٤) هو الجهم بن صفوان السمرقندي رأس الجهمية وإليه تنسب، وهم الجبرية الخالصة، حيث قالوا: لا قدرة للعبد أصلًا وقالوا بفناء الجنة والنار بعد دخول أهلها وينبني مذهبهم على أن الإيمان بالله هو المعرفة به فقط، وأن الكفر هو الجهل به فقط، وتوفي جهم سنة (١٢٨ هـ) وقتله نصر بن سيار. =