للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجراحةَ بالمِسْبار، وشرعًا: حمل فرع على أصل في حكم بجامع بينهما (١).

القياس أحد أصول الأدلة وهو ميزان العقول (٢)، ومعناه لغة: التقدير والتسوية، نحو: قست الثوب بالذراع، أي: قدّرته به (٣)، وقست الجراحة بالمسبار، وهو شيء يشبه الميل يتعرف به عمق الجرح (٤)، وفي حديث الشعبي (٥) أنه قضى بشهادة القائس مع يمين المشجوج، القَيَّاس الذي يقيس الشّجَّة (٦) ويتعرف غورها بإدخاله ذلك الميل فيها، ويقول: قست الشيء بغيره وعلى غيره


(١) المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص (١٤٢).
(٢) يشير المصنف إلى أهمية القياس ومنزلته، وقد أفاض في ذلك إمام الحرمين. كما في: البرهان للجويني (٢/ ٤٨٥). وانظر: رفع الحاجب لابن السبكي (٤/ ١٣٦)، والتحبير للمرداوي (٧/ ٣١١٥)، وشرح الكوكب المنير لابن النجار (٤/ ٥).
(٣) انظر: مادة "قيس" في: مختار الصحاح للرازي ص (٣٦٩)، ولسان العرب لابن منظور (٦/ ١٨٧).
(٤) انظر مادة "سبر" في: فقه اللغة للثعالبي ص (٢١٩)، مختار الصحاح للرازي ص (١٨٧)، لسان العرب لابن منظور (٤/ ٣٤٠).
(٥) حديث الشعبي: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ١٧٤)، كتاب الشهادات. والشعبي هو: عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو، ثقة مشهور، فقيه فاضل من الثالثة، قال مكحول: "ما رأيت أفقه منه"، مات بعد المائة، وله نحو ثمانين. انظر: تقريب التهذيب ص (٢٨٧).
(٦) الشُّجَّة: -بضم الشين وكسرها- تقول: شجَّه يشجه، وهي الجراحة إذا كانت في الوجه أو الرأس. انظر: مختار الصحاح للرازي ص (١٣٩)، المصباح المنير للفيومي ص (١١٦)، أنيس الفقهاء للقونوي (٢٩٣). قال في المطلع للبعلي ص (٣٦٦): "وقد يستعمل في غير ذلك من الأعضاء".