للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن بيع الرطب بالتمر-: (أينقص الرطب إذا يبس؟ ) قالوا: نعم، قال: (فلا إذن)، فهو استفهام تقريري لا استعلامي لظهوره (١).

هذا النوع الرابع من أنواع الإيماء إلى العلة، وهو ضربان:

أحدهما: أن يسأل في الواقعة عن أمر ظاهر لا يخفى عن عاقل، ثم يذكر الحكم عقيبه، فيدل على أن ذلك الأمر المسؤول عنه علة للحكم المذكور، والحديث الذي ذكره المصنف مثالًا، رواه الترمذي (٢) وصححه، وكونه تقريريًا لا استعلاميا فظاهر، إذ من المعلوم لكل عاقل أن الرطب ينقص إذا يبس لزوال الرطوبة الموجبة لزيادته وثقله (٣).

الثاني: عدوله في الجواب إلى نظير محل السؤال كقوله لعمر لما قال له: إني قَبَّلْت وأنا صائم، فقال: (أرأيت لو تمضمضت؟ ) (٤)، وكقوله للخثعمية (٥) لما سألته عن الحج عن


(١) المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص (١٤٦).
(٢) الحديث أخرجه من حديث الترمذي في سننه (٣/ ٥١٩) كتاب البيوع، باب ما جاء في النهي عن المحاقلة والمزابنة برقم (١٢٢٥) بلفظ (فنهى عن ذلك). وأخرجه باللفظ الذي أورده المصنّف في مسند الإمام أحمد (١/ ١٧٩)، والحميدي في مسنده برقم (٧٥)، والحاكم في مستدركه (٢/ ٣٨).
(٣) انظر: شرح مختصر الروضة للطوفي (٣/ ٣٧٠).
(٤) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٢١، ٥٢)، والدارمي (١/ ٣٤٥) كتاب الصوم، باب الرخصة في القبلة للصائم برقم (١٧٣١)، وأبو داود (٢/ ٣١١) كتاب الصوم، باب القبلة للصائم برقم (٢٣٨٥). والحديث حسّنه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (٢/ ٣٥٩).
(٥) هي امرأة مجهولة من قبيلة خثعم بن أنمار، وهي المرأة الوضيئة التي=