للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدم العلم بما من شأنه أن يكون عالمًا، لا عدم العلم مطلقًا، وإلّا لوصفت الجمادات بكونها جاهلة إذ هي غير عالمة".

فالجهل بهذا الاعتبار إثبات عدم لا أنه صفة إثبات، والفرق بين الأمرين ظاهر وعلى هذا فلا يصح قول من (١) قال:

قال حمار الحكيم (٢) توما ... لو أنصفوني لكنت أركب

لأنني جاهل بسيط ... وراكبي جاهل مركب

وإنما سمى الحكم غير المطابق مركبًا لأنه ركب من جزءين:

أحدهما: عدم العلم.

والثاني: اعتقاد غير مطابق (٣)؛


= والمكنى بأبي الحسن. ولد سنة (٥٥١ بآمد)، ونشأ رحمه الله حنبليًا ثم تمذهب بمذهب الشافعي وكان أصوليًا فقهيًا متكلمًا حكيمًا .. له مصنفات كثيرة منها:
أحكام الأحكام ومنتهى السول، ووثائق الحقائق في الحكمة وتوفي بدمشق سنة (٦٣١ هـ).
انظر: معجم المؤلفين (٧/ ١٥٥)، وشذرات الذهب (٣/ ٣٢٣ - ٣٢٤)، والفتح المبين (٢/ ٥٧ - ٥٨).
(١) لم أقف على قائل هذا البيت. وإنما قاله بعض الشعراء في طبيب جاهل.
انظر: دائرة المعارف للبستاني ص (٥٧٥).
(٢) في المرجع السابق "الطبيب".
(٣) انظر: تعريف الجهل بنوعيه في العدة لأبي يعلى (١/ ٨٢) والتمهيد لأبي الخطاب (١/ ٥٧) وشرح الكوكب المنير (١/ ٧٧) والحدود للباجي ص (٢٩) وكتاب التعريفات للجرجاني ص (٨٠) وجمع الجوامع للسبكي بشرح المحلى (١/ ١٦١)، والبحر المحيط للزركشي (١ /ق ٢٣ (أ"، وشرح العبادي على الورقات ص (٣٧).