للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كاعتقاد المعتزلة (١) أن الباري تبارك وتعالى لا يرى في الآخرة (٢).

والمانع معناه المعطى، والاقتباس عند أهل اللغة يطلق على الاستفادة، وهذا هو المراد هنا، وأما الاقتباس عند أرباب المعاني فمعناه: أن يضمن الكلام شيئًا من القرآن والحديث لأعلى أنه (٣)


(١) المعتزلة فرقة من المبتدعة، وهم أصحاب واصل بن عطاء كان من تلامذة الحسن البصري. فاعتزل حلقته هو .. وعمرو بن عبيد لما أحدثا مذهبا، وهو أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر فسموا "معتزلة" ويسمون أصحاب العدل والتوحيد .. كما يلقبون بـ"القدرية" ويقولون باستحالة رؤية الله عز وجل بالأبصار. وبأن كلام الله محدث مخلوق، كما يزعمون أن الله ليس خالقًا لأفعال العباد، وأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٥٤) والفرق بين الفرق ص (١١٤).
(٢) واعتقاد المعتزلة هذا غير مطابق وفاسد ومردود لمخالفته ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام المشهود لهم بالإمامة من إثبات رؤية الباري تبارك وتعالى في الآخرة. قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} [البقرة: ٢٢ - ٢٣] وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا لا، قال: هل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فإنكم ترونه كذلك" الحديث.
انظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص (٩٤ - ٩٥) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٦/ ٤٣١ - ٤٥٦ - و ٤٠٧ - ٤٨٥ - ٥١٢)، الإبانة في أصول الديانة ص (١٢ - ١٩)، شرح العقيدة الطحاوية ص (٢٠٣ - ٢١٩) اللؤلؤ والمرجان (١/ ٤٢ - ٤٣).
(٣) راجع في الاقتباس: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني ص (٥٧٥) وما بعدها والفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص (١٧٣ - ١٧٧) وجواهر البلاغة للمراغي ص (٣٨٤) وما بعدها.