للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللغة" عن ثعلب، واختاره (١)، لأن وضع اللفظين لمعنى واحد عيٌّ يجل الواضع عنه، وما ورد مما يوهم الترادف يتكلفون له التغاير.

قال بعضهم (٢): والحاصل أن من جعلها مترادفة نظر إلى اتحاد دلالتها على الذات، ومن منع نظر إلى اختصاص بعضها بمزيد معنى، فهي تشبه المترادفة في الذات والمتباينة في الصفات.

قال الأصفهاني (٣): يعني أن يحمل كلامهم على منعه في لغة واحدة، فأما في لغتين (٤) فلا ينكره عاقل (٥).

المذهب الثالث: يقع في اللغة لا في الأسماء الشرعية، وإليه ذهب فخر الدين الرازي في المحصول في آخر الحقيقة الشرعية بعد ما ذكر وقوع الأسماء المشتركة، فقال: أما المترادف فالأظهر أنه لم يوجد؛ لأنه ثبت على خلاف الأصل


(١) حكى القول بالمنع ثعلب عن أستاذه ابن الأعرابي المتوفى سنة (٢٣١ هـ) ولعله أول من أنكر الترادف.
انظر: الترادف في اللغة لحاكم مالك ص (١٩٨)، والصاحبي في فقه اللغة لابن فارس ص (١١٤ - ١١٥) وص (٣٢٧).
(٢) القائل هو عز الدين بن جماعة في شرحه على جمع الجوامع.
انظر: المزهر للسيوطي (١/ ٤٠٥).
(٣) هو محمد بن محمود بن محمد بن عياد العجلي الأصفهاني الشافعي (شمس الدين أبو عبد الله) الفقيه الأصولي المتكلم الأديب ولد سنة (٦١٦ هـ) ومن كتبه شرح المحصول للرازي، توفي سنة (٦٨٨ هـ).
انظر: الفتح المبين (٢/ ٩٠ - ٩١)، وشذرات الذهب (٥/ ٤٠٦)، ومعجم المؤلفين (١٢/ ٦ - ٧).
(٤) في الأصل: "الغتين".
(٥) انظر: المزهر للسيوطي (١/ ٤٠٥).