للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هل كان مُتعبَّدًا بشريعةِ موسى أو عيسى؟ فإن شرائع بني إسرائيل، لم تتعداهم إلى بني إسماعيل بل كلّ نبي [من] (١) موسى وعيسى [عليه السلام] (٢) وغيرهما، إنّما كان يُبعَث إلى قومهِ فلا تتعدى رسالته قومه، حتى نقل المفسرون (٣): أن موسى عليه السلام لم يبعث إلى أهل مصر بل لبني إسرائيل، ليأخذهم من القبط (٤) من يد فرعون، ولذلك لما عدَّى البحر لم يرجع إلى مصر ليقيم فيها شريعتهُ، بل أعرض عنهم إعراضًا كليًّا لما أخذ بني إسرائيل، وحينئذٍ لا يكونُ الله تعالى تعبَّد محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بشرعِهما ألبتة، فيبطل قولنا: إنه كان مُتعبَّدًا -بفتح الباء- بل -بكسرها- كما تقدم، وهذا بخلاف ما بعدَ نُبوّته" عليه السلام (٥).

الثاني: قال القرافي: "حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان مُتعبَّدًا قبل نُبوَّته بشرع من قبله، يجب أن يكون مخصوصًا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد، كان الناسُ في الجاهليةِ مكلَّفِين بها إجماعًا، ولذلك انعقد الإجماع على أن:


(١) ساقطة، وأثبتها ليستقيم المعنى، وهو المثبت في شرح تنقيح الفصول للقرافي ص (٢٩٦).
(٢) ساقطة، وأثبتها من شرح تنقيح الفصول للقرافي ص (٢٩٦).
(٣) انظر: تفسير البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ١٠)، وتفسير أبي السعود (٦/ ١٩).
(٤) القِبْط: جمعٌ واحدها قِبطي وهم نصارى مصر. انظر: مادة "قبط" في المصباح المنير للفيومي ص (١٨٦)، وانظر: الموسوعة الميسرة للأديان بإشراف د. مانع بن حماد الجهني (٢/ ١١٢٣).
(٥) انظر: شرح تنقيح الفصول للقرافي ص (٢٩٦).