للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستحب، ذكره ابن حمدان (١). قال: وقيل يُكره [لأن بعض السلف كان، (٢) لا يتكلم فيما لم يقع. قلت (٣) "قال أحمد لبعض أصحابه: إياك أن تَتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام" (٤). قال ابن حمدان: قلت إن كان غرض السائل معرفة الحكم لاحتمال أن يقع أو لمن سأل عنه فلا بأس، فكذلك إن كان ممن ينفعه في ذلك، ويقدِّر وقوع ذلك، ويفرِّع عليه (٥).

وكذا لا يلزم جواب السائل إذا كان لا يحتمله ولا ينفعه (٦)، سئل الإمام أحمد - رَحِمَهُ اللهُ - عن يأجوج ومأجوج (٧): أمسلمون هم؟ فقال للسائل: أحْكَمْت العلم حتى تسأل عن ذا؟ (٨).


(١) انظر: صفة الفتوى لابن حمدان ص (٣٠).
(٢) طمس غير مقروء، والمثبت من صفة الفتوى.
(٣) ما زال الكلام لابن حمدان.
(٤) انظر الرواية عن الإمام أحمد في: العدة للقاضي أبو يعلى (٤/ ١٢٢٩)، والتمهيد لأبي الخطَّاب (٤/ ٤٠٨) وصفة الفتوى لابن حمدان ص (٣١).
(٥) انظر: صفة الفتوى لابن حمدان ص (٣١).
(٦) انظر: أصول ابن مفلح (٤/ ١٥٦٧)، والتحبير للمرداوي (٨/ ٤١٠١).
(٧) يأجوج ومأجوج: جاء ذكرهم في الآية: ٩ من سورة الكهف: قوله تعالى: {قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} ... الآية، وفي الصحيحين ما ثبت من حديث زينب بنت جحش قالت: استيقظ الرسول من نومه وهو محمر وجهه، وهو يقول (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وحلَّق .. الحديث، وهم قوم مختلف في نسبهم، وفي شرهم، وصفتهم، فذكر أنهم صغار الجثث، وقصار القامة، ويصفهم آخرون بكبر الجثث، وطول القامة، ولأهل العلم من السلف ومن بعدهم أخبار مختلفة.
انظر: التسهيل لابن جزي (٢/ ١٩٦)، وفتح القدير للشوكاني (٤٤٥٣).
(٨) انظر: أصول ابن مفلح (٤/ ١٥٦٧)، والآداب الشرعية لابن مفلح (٢/ ٧٧).