للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنه أحوط فقُدّم عليه (١).

قوله: وقوله عليه السلام على فعله (٢).

أي: ويُرَجَّح قول النبي - صلى الله عليه وسلم - على فعله (٣)؛ لأن فعله عليه السلام يحتمل [أن يكون تشريعًا] (٤) ويحتمل أن يكون من خواصه بخلاف القول، وأيضًا: فإن القول له صيغة دالّة عليه، وأما الفعل فإنه لا صيغة له تدل بنفسها، وإنما دلالة الفعل لأمر خارج وهو كونه عليه السلام واجب الاتباع فكان القول أقوى (٥).

قوله: والمثبت على النافي، إلا أن يستند النفي إلى علم بالعدم، لا عدم العلم فيستويان (٦).

كقول بلال (٧) في دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت: (صلى فيه) (٨)،


(١) انظر: الإحكام للآمدي (٤/ ٢٦١)، شرح الكوكب المنير لابن النجار (٤/ ٦٨٠).
(٢) المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص (١٧١).
(٣) انظر: التبصرة للشيرازي ص (٢٤٩).
(٤) المثبت من شرح مختصر الروضة للطوفي (٣/ ٧٠٥) أورده المصنّف بالمعنى.
(٥) انظر: المعتمد للبصري (١/ ٣١٢).
(٦) المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص (١٧١).
(٧) بلال بن رباح الحبشي، مؤذن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ممن أسلم في أول الدعوة، كان مولى لأمية بن خلف، ولما علم بإسلامه عذَّبه، فصبر على أذى الكفار، فاشتراه أبو بكر وأعتقه، آخى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي عبيدة عامر بن الجراح - رضي الله عنهما -، شهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدرًا وجميع المشاهد. توفي في الشام سنة ٢٠ هـ. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ١٧٤)، والاستيعاب لابن عبد البر (١/ ٢٥٨)، والإصابة لابن حجر (٧/ ١٢١).
(٨) الحديث متفق عليه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة، =