للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و (كيد الشيطان) مكره، و (الأرجاس) جمع رجس وهو القذر قوله: (- صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه صلاة دائمة تبوئ قائلها اتباع الحق وتوضح له التباسه) قال جماعة (١): الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن العبد التضرع والدعاء.

وقال ابن قتيبة (٢): "صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء" (٣).

وقال العلامة ابن القيم: قولهم "الصلاة من الله بمعنى الرحمة". باطل من ثلاثة أوجه: أحدها: أن الله غاير بينها في قوله عز وجل: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} (٤).

الثاني: أن سؤال الرحمة يشرع لكل مسلم، والصلاة تختص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وآله، وهي حق له ولآله، ولهذا منع كثير من العلماء من الصلاة على معين غيرهم، ولم يمنع أحد من الترحم على معين.


= انظر: المجمل لابن فارس (١/ ٢١٢).
(١) قاله الأزهري وآخرون.
انظر: المجموع للنووي (١/ ٧٥).
(٢) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (أبو محمد) ولد سنة (٢١٣ هـ) كان عالمًا فاضلًا ثقة، مشاركًا في أنواع من العلوم كاللغة والنحو وغريب القرآن، ومشكل الحديث، له مصنفات عديدة، منها "تأويل مشكل القرآن" و"أدب الكاتب" و"غريب القرآن" وتوفي ببغداد سنة (٢٧٦ هـ). انظر: شذرات الذهب (٢/ ١٦٩) ومعجم المؤلفين (٦/ ١٥٠).
(٣) قال ابن قتيبة: "الصلاة من الله الرحمة والمغفرة" تأويل مشكل القرآن ص (٤٦).
(٤) سورة البقرة: (١٥٧).