للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثالث: أن رحمة الله عامة وسعت كل شيء، وصلاته خاصة بخواص عباده (١).

وقال أيضًا: "وقولهم الصلاة من العباد بمعنى الدعاء مشكل من وجوه: أحدها: أن الدعاء يكون بالخير والشر، والصلاة لا تكون إلا في الخير.

الثاني: "دعوت" يتعدى باللام و"صليت" لا يتعدى إلا بعلى ودعا المعدي باللام ليس بمعنى صلى وهذا يدل على أن الصلاة ليست بمعنى الدعاء.

الثالث: أن فعل الدعاء يقتضي مدعوا ومدعوا له تقول دعوت الله لك بخير، وفعل الصلاة لا يقتضي (٢) ذلك لا تقول صليت الله عليك ولا لك، فدل على أنه ليس بمعناه: فأي تباين أظهر من هذا؟ ". إلى أن قال: "وقد رأيت (٣) لأبي القاسم (٤) السهيلي كلامًا حسنًا في اشتقاق الصلاة وهذا لفظه قال: معنى اللفظة حيث تصرفت ترجع إلى الحنو والعطف إلا أن (٥) الحنو


(١) بدائع الفوائد لابن القيم (١/ ٣٠).
(٢) في البدائع "تقتضي".
(٣) كلمة "قد" لا توجد في البدائع.
(٤) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي الأندلسي، السهيلي (أبو القاسم) المالكي كان ضريرًا مشهورًا بالصلاح. وبرع في أنواع من الفنون كالتاريخ والنحو والأدب والحديث والقراءات. له أشعار كثيرة نافعة، من كتبه "الروض الأنف" و"نتائج الفكر". توفي في شعبان سنة (٥٨١ هـ) شذرات الذهب (٤/ ٢٧١)، ومعجم المؤلفين (٥/ ١٤٧).
(٥) في الأصل "لان" والتصحيح من البدائع.