للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونقل عن الفراء، أنها للترتيب حيث يستحيل الجمع كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (١).

قال في "البرهان": اشتهر من مذهب أصحابنا أنها للترتيب وعند بعض الحنفية (٢): للجمع المطلق.

قال: وقد زل الفريقان، لأن الواو لو كانت للجمع لكان القائل رأيت زيدًا وعمرًا يقتضي أنه رآهما معًا، وهذا لا يفهم من اللسان بل الواو لا تفيد الجمع ولا الترتيب بل التشريك (٣).

وعلم بذلك أن ما ذكره السيرافي والفارسي والسهيلي من إجماع النحاة بصريهم وكوفيهم على أن الواو لا ترتب غير صحيح.

وقال ابن عصفور (٤) في "شرح الإيضاح" الخلاف في أن


= (أبو الحسن) النحوي اللغوي وشيخ النحو ببغداد، ولد سنة (٣٢٨ هـ) ومن كتبه "البديع في النحو وشرح الإيضاح لأبي علي الفارسي" وتوفي سنة (٤٢٠ هـ).
انظر ترجمته: في شذرات الذهب (٢/ ٣١٦)، ومعجم الأدباء لياقوت (١٤/ ٧٨ - ٨٥)، ومعجم المؤلفين (٧/ ١٦٣ - ١٦٤)، وبغية الوعاة (٢/ ١٨١ - ١٨٢).
(١) سورة الحج: (٧٧).
(٢) في البرهان "وذهب أصحاب أبي حنيفة".
(٣) انظر: البرهان للجويني (١/ ١٨١) وما بعدها.
(٤) هو علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي الأشبيلي (أبو الحسن) النحوي الصرفي اللغوي والمعروف بـ "ابن عصفور" ولد سنة (٥٩٧ هـ) ومن كتبه "الممتع في التصريف وشرح الجمل للزجاجي وشرح ديوان المتنبي، وتوفي سنة (٦٦٩ هـ).=