للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواو للترتيب محله إذا كان الفعل يمكن صدوره من واحد، فأما نحو "اختصم زيد وعمرو" فلا خلاف أنها لا تقتضي الترتيب.

وذكر في "شرح الجمل" محتجًا على القائل بالترتيب بأن هذه الأفعال لا تفيد الترتيب فكذلك غيرها (١).

واختار أبو بكر عبد العزيز إن كان كل واحد من المعطوف والمعطوف عليه شرطًا (٢) في صحة الآخر كآية (٣). الوضوء فللترتيب وإلا فلا.

احتجوا للأول بالإجماع السابق، وبعطفه تعالى السابق على اللاحق كأيوب ويونس وعكسه (٤)، وحكايته عن قول منكري البعث {نَمُوتُ وَنَحْيَا} (٥) ولو كانت للترتيب للزم التناقض في آية البقرة والأعراف {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} (٦) وهي قصة واحدة.


= انظر ترجمته: في شذرات الذهب (٥/ ٣٣٠ - ٣٣١)، ومعجم المؤلفين (٧/ ٢٥١)، بغية الوعاة (٢/ ٢١٠ - ٢١١).
(١) انظر: شرح جمل الزجاجي لابن عصفور (١/ ٢٢٧ - ٢٢٨).
(٢) في القواعد والفوائد الأصولية ص (١٣٢) مرتبطًا بالآخر.
(٣) سورة المائدة: (٦) وهي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
(٤) غير واضحة في الأصل واجتهدت في قراءتها. سورة المؤمنون: (٣٧) {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٣٧)}.
(٥) سورة المؤمنون: (٣٧).
(٦) سورة البقرة: (٥٨) حيث قال تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ} وقال في سورة الأعراف: (١٦١) {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} فلو أن الواو مفيدة للترتيب لكان الأمر بدخول الباب مقدمًا =