للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعضهم: حيث وجدت كانت لابتداء الغاية وسائر معانيها ترجع إليه، يقول "أخذت من الدراهم" فقد جعل ماله ابتداء غايه ما أخذ، وإنما دل على البعض من حيث صار ما بقى انتهاءً له.

قال ابن السمعاني (١): هذا قول النحويين، وأما الذي تعرفه الفقهاء فهي لابتداء الغاية والتبعيض جميعًا، وكل واحد في موضعه حقيقة.

ثم هي لابتداء الغاية في المكان اتفاقًا نحو {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (٢) وفي الزمان عند الكوفيين نحو {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} (٣) {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} (٤) و {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} (٥) وصححه ابن مالك لكثرة شواهده.

وذكر ابن أبي الربيع (٦) أن محل الخلاف بين الفريقين في


(١) هو منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد (أبو المظفر) والمعروف بـ "السمعاني" كانت لديه يد طولى في فنون كثيرة سلفي العقيدة وقال عنه الجراعي كان حنفيًّا وتشفع ومن مؤلفاته "القواطع في أصول الفقه" و "التفسير" و "البرهان" وغيرها، وتوفي سنة (٤٨٩ هـ).
انظر ترجمته: في شذرات الذهب (٣/ ٣٩٣)، الفتح المبين (١/ ٢٦٦)، ومعجم المؤلفين (٣/ ٤٠١).
(٢) سورة الإسراء: (١).
(٣) سورة التوبة: (١٠٨).
(٤) سورة الإسراء: (٧٩).
(٥) سورة الروم: (٤).
(٦) هو عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله الأموي القرشي الأشبيلي (أبو الحسين بن أبي الربيع) إمام النحاة في زمانه ولد سنة (٥٩٩ هـ)، من كتبه شرح الجمل =