للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: (المنزل) فصل يخرج الكلام غير المنزل عند من يثبت كلام النفس (١) لأنه لا يصح فيه التنزيل عنده، ونحن لا نثبت ذلك كما ستراه إن شاء الله تعالى.

وقوله: (للإعجاز) (٢) يخرج المنزل لا للإعجاز كالأحاديث كذا قالوا، ويساعدهم قول الحليمي (٣) في "المنهاج" علوم القرآن توجد في السنة إلا الإعجار، فإنه من خصائص الكتاب.

وينبغي أن يكون مرادهم أن الأحاديث لم تنزل للإعجاز، أي بقصده فإنها لا تخلو عنه كيف وهو القائل "أوتيت جوامع الكلم" (٤) وبذلك يؤول كلام الحليمي.


= حديث القدام بن معد يكرب (٤٦٠٤) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه" الحديث. انظر: سنن أبي داود (٥/ ١٠ - ١٢).
(١) راجع نهاية السول (٢/ ٣).
(٢) لم يذكر الغزالي الإعجاز في تقييد حد الكتاب وعلل ذلك بقوله: لأن كونه معجزًا يدل على صدق الرسول عليه السلام لا على كونه كتاب الله تعالى لا محالة، إذ يتصور الإعجاز بما ليس بكتاب الله تعالى، ولأن بعض الآية ليس بمعجز وهو من الكتاب. راجع المستصفى (١/ ١٠١).
(٣) هو الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم الحليمي البخاري (أبو عبد الله) الفقيه وأحد أئمة الشافعية بما وراء النهر، ولد سنة (٣٣٨ هـ) وقدم إلى نيسابور وولي القضاء ومن كتبه: منهاج الدين في شعب الإيمان، في ثلاث مجلدات وآيات الساعة وأحوال القيامة، وتوفي سنة ٤٠٣ هـ. انظر: شذرات الذهب (٣/ ١٦٧ - ١٦٨)، ومعجم المؤلفين (٤/ ٣).
(٤) ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم ص (٢) أن الحديث =