للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الطوفي (للإعجاز) واحتراز عما نزل لغير الإعجاز كما ذكر قبل من الكتب القديمة وغيرها فإنها لم تنزل للإعجاز، بل لبيان الأحكام وإنما كانت معجزات أولئك الأنبياء عليهم السلام فعلا لا صفات، وقوله "بسورة منه" من تتمة فصل الإعجاز، والمعنى أن الإعجاز واقع بسورة منه، فلو أطلق المنزل للإعجاز لأوهم أن الإعجاز بكله وليس كذلك، وقوله (بسورة) يقتضي أول


= أخرجه أبو يعلى الموصلي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي الكلام اختصارًا" وأخرج البخاري (٢٩٧٧) في كتاب الجهاد ومسلم في كتاب المساجد حديث أبي هريرة وفيه "بعثت بجوامع الكلم" كما أخرج البخاري الحديث في كتاب التعبير (٦٩٩٨) عن أبي هريرة بلفظ "أعطيت جوامع الكلم" وأخرجه مسلم في كتاب المساجد والترمذي (١٥٩٤) في أبواب السير وأحمد (٣/ ١٧٢).
وأما جوامع الكلم فقد فسرها الزهري بما حاصله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتكلم بالكلام الموجز القليل اللفظ الكثير المعاني.
وجزم غير الزهري بأن المراد بجوامع الكلم القرآن، بقرينة قوله "بعثت" والقرآن هو الغاية في إيجاز اللفظ واختصار المعاني. انتهى بتصرف عن فتح الباري (١٣/ ٢٤٧) وقسم ابن رجب جوامع الكلم التي اختص بها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قسمين:
١ - ما هو في القرآن الكريم.
٢ - ما هو في كلامه - صلى الله عليه وسلم -.
وهو منتشر موجود في السنن المأثورة عنه - صلى الله عليه وسلم -.
انظر: فتح الباري (٦/ ١٢٨ و ١٢/ ٣٩٠) وصحيح مسلم بشرح النووي (٥/ ٥) وتحفة الأحوذي (٥/ ١٦٠) وجامع العلوم والحكم لابن رجب ص (٢ - ٣).