للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما وقع التحدي به قوله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (١) لكن قوله تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} (٢) يقتضي الإعجاز بآية (٣).

وقوله "المتعبد بتلاوته" يخرج منسوخ التلاوة مثلًا.

زاد بعضهم في هذا الحد عنه قوله "المنزل" على محمد - صلى الله عليه وسلم - "ليخرج المنزل على غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهو القرآن، وقال قوم: الكتاب غير القرآن (٤).

وهو باطل (٥)، قال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} إلى قوله تعالى: {قَالُوا


(١) سورة البقرة: (٢٣).
(٢) سورة الطور: (٣٤).
(٣) يأتي إيضاح الخلاف في هذه المسألة.
(٤) قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في مذكرة أصول الفقه ص (٥٥) ومن ادعى أنه غيره كما نسبه المؤلف لقوم، فإن مقصودهم بالتغاير تغاير المفهوم لا تغاير المصدوق، فإن ما يصدق عليه القرآن هو ما يصدق عليه الكتاب، وهو هذا القرآن العظيم وإن كان التغاير حاصلًا في مفهومهما، فإن مفهوم الكتابة هو اتصاف هذا القرآن بأنه مكتوب، ومفهوم القرآن هو اتصافه بأنه مقروء، والكتابة غير القراءة بلا شك، ولكن ذلك الموصوف بأنه مكتوب هو بعينه الموصوف بأنه مقروء فهو شيء واحد موصوف بصفتين مختلفتين ومن هنا ظهر لك أن القرآن والكتاب واحد باعتبار المصدوق وأن تغايرا باعتبار المفهوم. أ. هـ.
(٥) راجع روضة الناظر ص (٣٣)، ومختصرها للطوفي ص (٤٥) ومجموع الفتاوى (١٢/ ٣٤ - ٣٥)، وشرح الكوكب المنير (٢/ ٧)، وجمع الجوامع (١/ ٢٣٣).