للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: "وهو نسبة بين مفردين" أي الكلام النفسي نسبة بين مفردين -المحكوم عليه والمحكوم به- يصح السكوت عليها قائمة بذات المتكلم.

قال بعضهم: ويعنون بـ "النسبة بين المفردين" تعلق أحدهما بالآخر وإضافته إليه لا على جهة الإسناد (الإفادي) (١) أي يجب إذا عبر عن تلك النسبة بلفظ يطابقها ويؤدي معناها أن يكون ذلك اللفظ إسناديًا (٢) إفاديًا كما تقدم في الكلام اللفظي أنه ما تضمن كلمتين بالإسناد.

ومعنى قيام هذه النسبة بالمتكلم على ما كشف عنه الفخر في "الأربعين" (٣) هو أن الشخص إذا قال لغيره: اسقنى ماءً فقبل أن يتلفظ بهذه الصيغة قام بنفسه تصور حقيقة السقي وحقيقة الماء والنسبة الطلبية بينهما، فهذا هو الكلام النفسي والمعنى القائم بالنفس، وصيغة "اسقني ماءً" عبارة عنه ودليل عليه.

وقوله "وعندنا لا اشتراك " أي عند أحمد وأصحابه - رضي الله عنه -، وكذا عند الجمهور لا اشتراك، بل الكلام إنما هو الأصوات والحروف (٤) والمعنى النفسي لا يسمى كلامًا أو يسمى مجازًا.


(١) في الأصل: "والإفادى".
(٢) انظر: شرح الكوكب المنير (٢/ ١١)، ومختصر ابن الحاجب بشرح العضد (٢/ ١٧ - ١٨)، وجمع الجوامع بشرح المحلى (٢/ ١٠٣).
(٣) راجع الأربعين في أصول الدين للرازي ص (١٧٤).
(٤) هذا هو المذهب الحق الذي دلت عليه النصوص وعليه أئمة السلف.
انظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص (١٣٣)، =