للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فغيروه وقالوا:

إن الكلام من الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الكلام دليلا

وإن صح أن الأخطل قاله كما قالوه فالأخطل نصراني إسلامي، وهو من تقدمه من شعراء الجاهلية إنما يحتج بقولهم في موضوعات لغة العرب ومعرفة الكلام، وأما ما يشترك فيه العرب وسائر الناس فلا يحتج فيه ببيت نادر مع ظهور فساده (١).

وبتقدير صحته على ما قالوا لم يجز أن يوصف الله تعالى بالكلام (٢) أصلًا فإنه تعالى ليس بذي فؤاد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرًا (٣).

وأيضًا: فأهل العرف متفقون على أن من لم ينطق ليس بمتكلم، ولو حلف لم يتكلم فلم ينطق لم يحنث إجماعًا (٤).

قوله: (قال إمامنا: لم يزل الله متكلمًا إذا شاء) (٥) أهل العلم من أهل السنة والآثار على أن الله تعالى لم يزل متكلمًا إذا


(١) راجع شرح العقيدة الطحاوية ص (١٩٨)، وشرح الكوكب المنير (٢/ ٤١).
(٢) قال الفتوحي نقلًا عن ابن قدامة: لا تصح إضافة ما ذكروه إلى الله تعالى، فإنه جعل الكلام في الفؤاد، والله سبحانه وتعالى لا يوصف بذلك، شرح الكوكب المنير (٢/ ٤٣).
(٣) قال ابن قدامة: ومن أعجب الأمور أن خصومنا ردوا على الله ورسوله وخالفوا جميع الخلق من المسلمين وغيرهم فرارًا من التشبيه على زعمهم ثم صاروا إلى تشبيه أقبح وأفحش من كل تشبيه. أ. هـ.
عن المرجع السابق (٢/ ٤٤).
(٤) انظر: روضة الناظر ص (٩٨).
(٥) انظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص (١٣٣).