للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: ثبتت حجيته بالعقل أيضًا، وقد استدل بالعقل الآمدي ومن تابعه، وذلك أن الخلق الكثير وهم أهل كل عصر إذا اتفقوا على حكم قضية وجزموا بها جزمًا قاطعًا فإن العادة تحيل على مثلهم الحكم -الجزم- بذلك والقطع به وليس له مستند قاطع بحيث لا يتنبه واحد منهم على الخطأ في القطع بما ليس بقاطع.

ولهذا وجدنا أهل كل عصر قاطعين بتخطئة مخالف ما تقدم من إجماع من قبلهم ولولا أن يكون ذلك عن دليل قاطع لاستحال في العادة اتفاقهم على القطع بتخطئة المخالف ولا يقف واحد منهم على وجه الحق في ذلك (١).

* * *


= وقد ذكر أكثر العلماء أن هذه الأحاديث وغيرها تفيد التواتر المعنوي في عصمة الأمة وأن الأمة تلقتها بالقبول.
انظر: هامش شرح الكوكب المنير (٢/ ٢٢٣)، والأحكام للآمدي (١/ ١٦٢ - ١٦٥)، وروضة الناظر ص (٦٨).
(١) انتهى الدليل العقلي عن الأحكام للآمدي (١٠/ ١٦٥ - ١٦٦)، وانظر: شرح الكوكب المنير (١/ ٣٢٣ - ٣٢٤).