للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكام والولاة والمماليك، فكانوا يأخذون منهم أضعاف ما يستحق عليهم (١).

خامسًا: طبقة أهل الذمة: وهم كما ذكرنا من اليهود والنصارى الذين كانوا ينعمون في المجتمع الإسلامي بالأمن على دينهم وأنفسهم وأموالهم، إلا أنهم ظاهروا التتار والصليبيين في غزواتهم على بلاد الشام مما أثار عوام المسلمين عليهم بعد النصر على الأعداء، فقتلوا بعضهم، وخربوا كنائسهم ونهبوا أموالهم (٢).

أما معاملة السلاطين لهم فقد كانت تختلف؛ فمنهم من يعاملهم بشدة وحزم، ومنهم من يتساهل معهم، ومن أمثلة ذلك: ما فعله السلطان الأشرف برسباي حيث نودي في سنة: (٨٢٥ هـ) بأن لا يُستخدم أحد من اليهود والنصارى في ديوان من دواوين السلطان أو الأمراء المماليك، مما جعل عظماء الأقباط والنصارى من مباشري الدولة يقفون ضدَّ ذلك النداء، فلم يتمَّ العمل به (٣).

وسعى السلطان الظاهر جقمق للضغط على النصارى في بلاده لما بلغه معاناة المسلمين في بلاد الحبشة تحت حكم النصارى - حتى يكون ذلك دافعًا لنصارى الحبشة لرفع أذاهم


(١) انظر: بدائع الزهور (٢/ ٣٠٢)، النجوم الزاهرة (١٠/ ١٣٢)، العصر المماليكي ص (٣١٢).
(٢) انظر: الكامل لابن الأثير (٨/ ٢٣٥، ٢٥٩، ٣٥٨)، البداية والنهاية (١٣/ ٢١٩ - ٢٢١).
(٣) انظر: النجوم الزاهرة (١٤/ ٢٤٨).