للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند أي بادرة للفتنة بين السلاطين والأمراء والعساكر السلطانية (١).

رابعًا: طبقة عامة الناس: وهؤلاء يشكلون السواد الأعظم من سكان البلاد الواقعة تحت حكم الخلافة العباسية التي غلب عليها السلاطين المماليك، وتضم هذه الفئة أعدادًا من العمال والباعة والفلاحين والمعدومين، وكانت هذه الطبقة مغلوبة على أمرها، لتوالي الظلم والجور عليها وتسلط الحكام عليها بمصادرة أملاكهم، واضطهاد رجال الدولة الذين لم يَعْنِهم إلا مصلحتهم.

ويؤكد ما أصاب هذه الطائفة من حاجة وفقر كثرة من يستجدي الناس ويطلب الصدقة في ذلك العصر، وقد وجدوا العناية والاهتمام في فترات من حكم بعض المماليك، ولكن كثرة أعدادهم دفعت بعضهم لاحتراف السلب والنهب والاعتداء على أموال الغير (٢).

وأغلب هذه الفئة من الفلاحين الذي لم يكن نصيبهم في عصر المماليك سوى الإهمال والاحتقار، حتى أصبح لفظ "فلاح" في ذلك العصر مرادفًا للشخص الضعيف المغلوب على أمره، وزاد من سوء حالهم كثرة المغارم والمظالم التي حلت بهم من


(١) انظر: النجوم الزاهرة (١٤/ ٢٢٦، ٢٥٠، ٣٠٥)، مصر في عصر المماليك البحرية ص (١٦٠)، العصر المماليكي ص (٣١٢)، الخلافة العباسية في مصر في عصر المماليك (آلة) ص (٣٥٣).
(٢) انظر: مصر في عصر المماليك البحرية ص (١٦٠).