للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت (١) المعتزلة (٢): "لا صيغة له وإنما يدل اللفظ عليه بقرينة، [وهي] (٣) قصد المخبر إلى الإخبار به، كقولهم في الأمر (٤)، فإن الخبر قد يكون دعاء نحو: "غفر الله لنا" وتهديدًا كقوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} (٥)، وأمرًا، كقوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} (٦)، وإذا اختلفت موارد الاستعمال لم يتعين للخبرية إلا بالإرادة.

وجوابه: أن الصيغة حقيقة في الخبر، فتصرف لمدلولها وضعًا لا بالإرادة.

وقالت (٧)


(١) انظر: المعتمد (٢/ ٧٣).
(٢) المعتزلة: فرقة من المبتدعة، وهم أصحاب واصل بن عطاء، كان من تلاميذ الحسن البصري، فاعتزل حلقته هو وعمرو بن عبيد، لما أحدثا مذهبًا، وهو أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر فسموا "معتزلة"، ويسمون أصحاب العدل والتوحيد، كما يلقبون بـ "القدرية"، ويقولون باستحالة رؤية الله -عَزّ وَجَلَّ- بالأبصار، وبأن كلام الله محدث مخلوق، كما يزعمون أن الله ليس خالقًا لأفعال العباد، وأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٥٤)، والفرق بين الفرق للبغدادي ص (١١٤).
(٣) في المخطوط [وهو] وكذا في العدة (٣/ ٨٤٠)، والتصويب من أصول ابن مفلح (٢/ ٤٥٦).
(٤) انظر: ص (١٩٦).
(٥) آية (٣١) من سورة الرحمن.
(٦) آية (٢٣٣) من سورة البقرة.
(٧) هذا القول غير محرر، فإن بعض الأشاعرة قالوا: لا صيغة للأمر تخصه، =