للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاضي حسين بن محمد بمقبرة الطالقان (١).

ثانيًا: مكانة الإمام البغوي العلمية:

بدأ الإمام البغوي سماعاته بعد سنة أربعمائة وستين (٢)، وكان إِمَامًا جَلِيلًا ورعًا زاهدًا فَقِيهًا مُحدثًا مُفَسرًا جَامعًا بَين الْعلم وَالْعَمَل سالكا سَبِيل السّلف لَهُ فِي الْفِقْه الْيَد الباسطة (٣)، وبورك له في تصانيفه، ورُزِقَ فيها القبول؛ لحسن قصده وصدق نيَّته (٤).

[١ - الإمام البغوي المحدث]

لم يكن الإمام البغوي صاحب مصنفات في الحديث وعلومه فحسب، بل كان -رحمه الله- محدثًا، ففي سوقه الأحاديث بالأسانيد المتصلة من لدنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي تأليفه في الحديث وعلومه، وفي كلامه على بعض الرواة، وعلى بعض الأحاديث ما يدل على أنه محدث، وقد وصفه ابن خلكان (٥) بالمحدث، ووصفه الذهبي: بالحافظ ومحيي السنة (٦)، والمطّلع على مصنفات البغوي في الحديث يجد نفسه أمام عالم بالحديث وعلومه؛ ففي مقدمته لكتاب شرح السنة يقول: فهذا كتاب في شرح السنة، يتضمن كثيرًا من علوم الأحاديث، وفوائد الأخبار المروية عن رسول الله، ولم أودع هذا الكتاب من الأحاديث إلا ما اعتمده أئمة السلف الذين هم أهل الصنعة، المسلّم لهم الأمر من أهل عصرهم، وما أودعوه كتبهم، فأما ما أعرضوا عنه من المقلوب والموضوع والمجهول، واتفقوا على تركه، فقد صنت الكتاب عنها (٧)، وهو ما يؤكد براعة شيخنا في علم الحديث.


(١) ابن خلكان، وفيات الأعيان، ٢/ ١٣٦.
(٢) السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د. عبد الفتاح محمد الحلو] هجر للطباعة والنشر والتوزيع، ط ٢، ١٤١٣ هـ[، ٧/ ٧٦.
(٣) المصدر نفسه، ٧/ ٧٥.
(٤) الذهبي، تاريخ الإسلام، ١١/ ٢٥٠.
(٥) ابن خلكان، وفيات الأعيان، ٢/ ١٣٦.
(٦) الذهبي، تذكرة الحفاظ] دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٩٩٨ [، ٤/ ٣٧.
(٧) انظر: شرح السنة] المكتب الإسلامي، بيروت، طـ ٢، ١٤٠٣ هـ[، ١/ ٢.

<<  <   >  >>