للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٣٨ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِد بْنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْميّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ: فَقَالَ: أَيْ عَمِّ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (١)، وَأُنْزِلَ فِي أَبِي طَالِبٍ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٢).

[تخريج الحديث]

أخرجه البخاري (٣) عن أبي الْيَمَان بهذا الإسناد، وأخرجه البغوي في شرح السنة بهذا الإسناد (٤).

وأخرجه البخاري (٥) ومسلم (٦) والنَّسائي (٧) وأحمد (٨) من طرق عن الزهريّ به.


(١) سورة التوبة، آية ١١٣.
(٢) البغوي، معالم التنزيل، ٤/ ١٠٠، والآية من سورة القصص، آية ٥٦.
(٣) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: ٥٦]، رقم (٤٧٧٢)، ٦/ ١١٢.
(٤) البغوي، شرح السنة: كتاب الدعوات، ثواب التهليل، رقم (١٢٧٤)، ٥/ ٥٥.
(٥) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله، رقم (١٣٦٠)، ٢/ ٩٥، وفي تفسير القرآن، رقم (٤٦٧٥)، ٦/ ٦٩، وفي المناقب، رقم (٣٨٨٤)، ٥/ ٥٢.
(٦) مسلم، صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع، رقم (٢٤)، ١/ ٥٤.
(٧) النَّسائي، المجتبى: كتاب الجنائز، النهي عن الاستغفار للمشركين، رقم (٢٠٣٥)، ٤/ ٩٠.
(٨) الإمام أحمد، المسند: حديث المسيب بن حزن - رضي الله عنه -، رقم (٢٣٧٢٤)، ٥/ ٤٣٣.

<<  <   >  >>