للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: أهداف ورود الحديث عند الإمام البغوي]

تميّز تفسير البغوي بأنه من أهم مصادر التفسير بالمأثور كما سبق؛ لذا فقد جمع البغوي فيه من الأحاديث والآثار كل ما يتعلق بمباحث التفسير، من بيان المعنى اللغوي للكلمات، وبيان معنى الآية أو معنى محتمل فيها، وبيان أسباب النزول وفضائل السور، فضلًا عن الأحاديث التي تتعلق بالجوانب الفقهية، وغير ذلك مما يؤكد أن للإمام البغوي قدرة فائقة على توظيف الأحاديث والآثار في خدمة التفسير، وأمثلة ذلك في القسم المخرّج من هذه الدراسة كثيرة، ومنها ما يلي:

[١ - إيراد الأحاديث والآثار لبيان سب نزول الآية]

اهتم البغوي في تفسيره بذكر أسباب النزول، وأكثر من إيراد الأحاديث والآثار التي تبين أسباب نزول الآيات والسور، ومن ذلك:

أفي تفسيره لقوله تعالى: } فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ {(١).

قال: نَزَلَت في كَعْبِ بن عُجْرَة، ثم أورد بسنده عن كعب بن عجرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَآهُ وَقَمْلُهُ يَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ: أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟ قَالَ نَعَمْ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَحْلِقَ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يُحِلُّونَ بِهَا وَهُمْ عَلَى طَمَعٍ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، فَأَنْزِلَ اللَّهُ الْفِدْيَةَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُطْعِمَ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ أَوَيُهْدِيَ شَاةً أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ (٢).

ب وفي تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (٣).


(١) سورة البقرة، آية ١٩٦.
(٢) البغوي، معالم التنزيل، ١/ ٢٢٣، وهو حديث رقم ٤٥ حسب ترقيم هذه الدراسة.
(٣) سورة الحجرات، آية ١.

<<  <   >  >>