للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول، ولفظه: رجل لقيّ ربه فقال ما عملت؟ قال ما عملت من الخير إلا أني كنت رجلًا ذا مال فكنت أطالب به الناس فكنت أقبل الميسور وأتجاوز عن المعسور، فقال تجاوزوا عن عبدي".

وفي لفظ رواية البخاري "إن رجلًا كان فيمن كان قبلكم، أتاه الملك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ "، وفي آخره "فأدخله الله الجنة" بدلًا من "قَال اللَّه -تَبَارَك وَتَعَالَى-: "تَجَاوَزُوا عَنْه".

وأخرجه مسلم (١) والتِّرْمِذِيّ (٢) وأحمد (٣) من طرق، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود بنحوه، ولفظه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرًا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال قال الله -عز وجل- نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه.

وأخرجه البغوي في شرح السنة بهذا الإسناد (٤).

الحكم: إسناده صحيح، رجاله ثقات، والحديث اتفق على إخراجه الشيخان.

٧٧ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ المَلِيْحِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَانِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوْيَه، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي الْيُسْرِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ" (٥).

[رجال السند]

حُمَيْد بن زَنْجُوْيَه وما دونه ثقات وقد سبقوا (٦).


(١) مسلم، صحيح مسلم: كتاب المساقاة، باب فضل إنظار المعسر، رقم (١٥٦١)، ٣/ ١١٩٥.
(٢) التِّرْمِذِيّ، سنن التِّرْمِذِيّ: كتاب البيوع، باب ما جاء في إنظار المعسر والرفق به، رقم (١٣٠٧)، ٣/ ٥٩٩.
(٣) الإمام أحمد، المسند: بقية حديث أبي مسعود البدري الأنصاري - رضي الله عنه -، رقم (١٧١٢٤)، ٤/ ١٢٠.
(٤) البغوي، شرح السنة: كتاب الحج، باب ثواب من أنظر معسرًا، رقم (٢١٤٠)، ٨/ ١٩٧.
(٥) البغوي، معالم التنزيل، ١/ ٣٤٦.
(٦) انظر: المبحث الأول من الفصل الثاني، ص ٢٧ وما بعدها.

<<  <   >  >>