للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال البزار عقبه: وهذا الحديث قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو كلامه من وجوه فذكرنا حديث ثوبان دون غيره؛ لأن في الأحاديث الأخرى اضطرابًا واقتصرنا على هذا الحديث، وفيه أيضًا زيادة ليست في حديث معاذ بن جبل، ولا في حديث ابن عباس، ولا في حديث عبد الرحمن بن عائش.

الحكم: إسناده ضعيف؛ عبد الرحمن بن عائش مختلف في صحبته، والراجح أنه تابعي، ويدل عليه كونه رواه بواسطة عن معاذ كما سبق، فالإسناد ضعيف لإرساله، فيه ايضًا هشام بن عمَّار صدوق تغير بآخره ولم يبين لي مدى صحة سماع حُميد ابن زَنْجُوْيَه منه، وقد توبع هشام، والحديث ورد موصولًا وله شواهد؛ فهو صحيح بمجموع طرقه وشواهده، وقد صححه التِّرْمِذِيّ والبخاري - فيما روى عنه التِّرْمِذِيّ - والألباني (١).

٤٠٠ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ المَلِيْحِيّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْميّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قتيبة، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: } قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ {" (٢).

[تخريج الحديث]

أخرجه البخاري (٣) عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد، وأخرجه (٤) من طريق منصور والأعمش، كلاهما عن أبي الضحى به.

المرويَّات الواردة في سورة الزمر


(١) الألباني، مشكاة المصابيح: رقم (٧٤٨)، ١/ ٢٣٢.
(٢) البغوي، معالم التنزيل، ٧/ ١٠٣، والآية من سورة ص، آية ٨٦.
(٣) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب تفسير القرآن، باب قوله: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: ٨٦]، رقم (٤٨٠٩)، ٦/ ١٢٤.
(٤) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب تفسير القرآن، باب سورة الرُّوم، رقم (٤٧٧٤)، ٦/ ١١٤.

<<  <   >  >>