للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرجه البغوي في شرح السنة بهذا الإسناد (١).

والإخبار بأن ليلة القدر ليلة الثالث والعشرين ثابت عن مسلم من حديث عبد اللَّه بن أُنَيْس الْجُهَنِيّ.

فقد أخرج مسلم (٢) من طريق أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن عبد الله بن أنيس، أن - صلى الله عليه وسلم - قال: أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين قال فمُطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول - صلى الله عليه وسلم - فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه، قال وكان عبد الله بن أنيس يقول ثلاث وعشرين.

الحكم: هذا الإسناد فيه لين؛ فيه محمد بن إسحاق يحتج به فيما صرح فيه بالسماع؛ لأنه مدلس، وقد صرح بالسماح عند أبي داود والبيهقي، وفيه أيضًا بحاجه إلى متابعة وقد توبع عند مسلم، والحديث حسن، وقد صحح الألباني رواية أبي داود بقوله: إسناده حسن صحيح (٣).

٥٣٦ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ المَلِيْحِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوْيَه، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: كَمْ مَضَى مِنَ الشَّهْرِ؟ فَقُلْنَا: ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ وَبَقِيَ سَبْعٌ، فَقَالَ: "مَضَى اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ وَبَقِيَ سَبْعٌ اُطْلُبُوهَا اللَّيْلَةَ، الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ" (٤).

[رجال السند]

حُمَيْد بن زَنْجُوْيَه وما دونه ثقات، وقد سبقوا (٥)، ويَعْلَى بن عُبَيْد الطنافسي، سبق (٦)، وهو ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين، والأعمش، هو: سليمان بن


(١) البغوي، شرح السنة: كتاب الصيام، باب من قال هي ليلة ثلاث وعشرين، رقم (١٨٢٦)، ٦/ ٣٨٥.
(٢) مسلم، صحيح مسلم: كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، رقم (١١٦٨)، ٢/ ٨٢٧.
(٣) الألباني، صحيح أبي داود (الأم): رقم (١٢٤٩)، ٥/ ١٢٥.
(٤) البغوي، معالم التنزيل، ٨/ ٤٨٩.
(٥) انظر: المبحث الأول من الفصل الثاني، ص ٢٨ وما بعدها.
(٦) انظر: الحديث رقم ٦٩.

<<  <   >  >>