للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفقهية، وتعرض لمباحث علوم القرآن، فبين المكي والمدني، وأسباب النزول، وفضائل السور، إضافة إلى حكمه على بعض الأحاديث التي أخرجها.

ثانيًا: أهمية تفسير البغوي:

تكمن أهمية تفسير البغوي في كونه مصدرًا أصيلًا من مصادر التفسير بالمأثور، فقد اعتمد فيه البغوي على النقل، ونبذ الرأي، وتحرى الصحة، وأعرض عن المناكير.

وصفه الخازن فى مقدمة تفسيره بأنه: "من أجل المصنفات في علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصحيح من الأقاويل، عار عن الشبُه والتصحيف والتبديل، محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشرعية، موشَّى بالقصص الغريبة، وأخبار الماضين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مُخَرَّج بأوضح العبارات، مُفَرَّغ في قالب الجمال بأفصح مقال" (١).

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة: الزمخشري أم القرطبي أم البغوي (٢)، فأجاب -رحمه الله-: وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة البغوي، ولكنه مختصر من تفسير الثعلبي، وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التي فيه (٣).

ومما يبين أهمية هذا الكتاب ما قاله البغوي نفسه: "كتابًا وسطًا بين الطويل الممل والقصير المخل" (٤).


(١) الخازن، لباب التأويل في معالم التنزيل] دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤١٥ هـ[، ١/ ٤.
(٢) مجموع الفتاوى، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم] مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، د. ط.، ١٤١٦ هـ[، ١٣/ ٣٨٥.
(٣) المصدر نفسه، ١٣/ ٣٨٦.
(٤) البغوي، معالم التنزيل، ١/ ٨.

<<  <   >  >>