تبرز ملامح منهج البغوي في إيراد الأحاديث فيما يلي:
أولًا: إيراد الحديث بإسناده ومتنه كاملًا:
درج الإمام البغوي على إيراد الحديث بإسناده ومتنه كاملًا وهو ما نراه في عدد (٥٤٣ من ٥٤٦ حديثًا شملتهم هذه الدراسة)، حتى في حال الحاجة لتكرار الحديث، كان البغوي يورد الحديث - في الغالب- بإسناده ومتنه كاملًا، مثال ذلك الحديث رقم (٧٤، ٢٢١ مكرر) أورده في موضع آخر بسنده ومتنه كاملًا، وكذلك في الأحاديث (رقم ١٩ مكرر برقم ١٠٥ - ورقم ١٠٠ مكرر برقم ٤٢٥ - ورقم ٨٤ مكرر برقم ٤٥١ - ورقم ١٠ مكرر برقم ٤٦٧ - ورقم ٢٣٣ مكرر برقم ٥٢١ - ورقم ٢٠٥ مكرر برقم ٥٢٧).
ثانيًا: التحويل بين الأسانيد:
جمع البغوي بين الأسانيد المتعددة لمتن واحد عن طريق التحويل بين الأسانيد فإذا كان للحديث إسنادان، أو أكثر، فإنه يضع عند الانتقال من إسناد إلى إسناد حاء التحويل (١)(ح)، وهي حاء مفردة مهملة.
مثال حديث رقم (٢٧٧)، قال البغوي: أخبرنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْميّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ (حَ) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ الْعُصْفُرِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ. قَالَا حَدَّثَنَا قَتَادَةُ (حَ) عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ، (حَ) قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:(حَ)، وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بن محمد الْفَارِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ،
(١) عُرفت بذلك عند علماء مصطلح الحديث، انظر: أنواع علوم الحديث لابن الصلاح، ص ٢٠٤.