وضع مصنّف جامع، أراد به على ما يحتمل استيعاب جميع ألفاظ العربية (انظر «إرشاد الأريب» لياقوت ٦/ ٢٢٧)، معتمدا فى ذلك على ما صنّفه سابقوه من تآليف مفردة، وإن كانت أيضا معاجم متواضعة. وكان التجديد الآخر، فيما يظهر، هو أن الخليل رتبه على نظام المخارج والتقاليب، وهو ترتيب يرجع بلا شك- رجوعا مباشرا أو غير مباشر- إلى تأثير منهاج الهنود فى عمل المعاجم (انظر ص ١١ آنفا).
ومن الطبيعى أن يحظى معجم «العين» فى زمان مبكر بمنزلة المصنّف المحتذى فى صناعة المعاجم. وإذا كان فى كتاب «العين» شئ من القصور، وإذا كان قد وجّه اليه شئ من النقد، فإن هذا أو ذاك لم يستطع أن يغضّ من شأنه، أو أن ينال من مكانته البارزة.
ومن تلامذة الخليل: سيبويه، والنّضر بن شميل، ومؤرّج السّدوسى، والأصمعى، وغيرهم.
وتتفاوت الرويات فى تاريخ وفاة الخليل بين سنتى ١٦٠/ ٧٧٧ و ١٧٥/ ٧٩١.