أأكفر إحسانًا لبست جماله ... إذًا لم تلدني المحصنات الطواهر
أبو سهل السباق في كل مجلس ... على الخصم سيف صارم الحدباتر
له مكرمات يقصر الوصف دونها ... ومن رام إحصاءً لها فهو قاصر
خصال أبي سهل نجوم مضيئة ... وألفاظه المستعذبات جواهر
وهمته فوق السماء وذكره ... إلى كل أطراف البسيطة سائر
أحار أبا سهل وفيك تحيري ... وها أنا في مستعجم الأمر حائر
فيا عجبًا من واحدٍ سبق الورى ... فما فيهم مثل له ومفاخر
لعمري لقد أحيا الشريعة علمه ... ولولاه أضحى رسمها وهو داثر
مساميه يبغي أبعد الشأو في العلا ... وهل مدرك شأو المها قط حافر
ألا قصروا أنى لكم مثل فهمه ... وذلك بحرموجه الدهر زاخر
هم يسهرون الليل في ضبط حجة ... تزول إذا ما جالش للشيخ خاطر
هو الصدرالمتبوع في كل مجلسٍ ... وعن رأيه العالي مباهيه صادر
أغار عليه حين ينثر درَّه ... إذا وطئ المنثور من ذاك باقرُ
ويوحشني مهما يساميه مفحم ... كليل بطيء بالسفاهة خابر
ودادي له هز القريض وصاغه ... وما لي من طبع وما أنا شاعر
بلوت فما فيهم سواك مظاهر ... فأنت إمام الدين عندي ظاهر
بقيت وسهلًا ما أقام متالع ... وما ناح قمري وغرد طائر
وقال أبو بكر بن إشكاب: رأيت الأستاذ أبا سهل الصعلوكي في المنام على هيئة حسنة لا توصف، فقلت له: يا أستاذ، بماذا نلت هذا؟ فقال: بحسن ظني بربي، بحسن ظني بربي.