أنه كان في العلم علمًا، وفي الكمال عالمًا، ومن شاهد الآن ابنه الشيخ الإمام أبا الطيب رأى شجرة للعلم نمت عروقها، ونفسًا غذيت في حجر الفضل فجرت على سنن أولها، وأحيت فضائله بفضائلها، وولدًا أشبه والده في الإمامه، عند الخاصة والعامة، وله شعر كثير يذكر في شعر الأئمة، ويروى لشرف صاحبه وتحسين الكتب بذكره، فمن ذلك:
سلوت عن الدنيا عزيزًا فنلتها ... وجدت بها لما تناهت بأمالي
علمت مصير الدهركيف سبيله ... فزايلته قبل الزوال بأحوال
وقال -أيضًا-:
دع الدنيا لعاشقها ... ستُصْبح من ذبائحها
ولا تغررك رائحة ... تُصِيبُك من روائحها
فمادحها بغفلته ... يصير إلى فضائحها
ومن شعره -أيضًا-:
أنام على سهو وتبكي الحمائمُ ... وليس لها جُرْمٌ ومنِّي الجرائمُ
كذبتُ وبيتِ الله لو كنتُ عاقلًا ... لماسبقتني بالبكاء الحمائمُ
قال الذهبي: مناقب هذا الإمام جمَّة.
قال مقيده -عفا الله عنه-: جاء في "التبيين" لابن عساكر: أنشدنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أنشدنا أبو منصور محمد بن إبراهيم النحوي القهستاني يمدح الأستاذ أبا سهل: